في إطار التزامها الراسخ بتعزيز الهوية الثقافية العربية الأصيلة ودعم التنوّع الثقافي كركيزةٍ أساسية للعمل العربي المشترك، نظّمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، "الملتقى السنوي الأول للملحقين الثقافيين"، بمقرها بالقاهرة، بمشاركة واسعة من الملحقين الثقافيين العرب المعتمدين لدى البعثات الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم.
ويأتي هذا الملتقى، الذي يُعدّ الأول من نوعه على مستوى الجامعة، تجسيدًا لرؤية استراتيجية تهدف إلى تفعيل الدور الثقافي كأداةٍ للتفاهم المتبادل، وبناء جسور الحوار بين الشعوب العربية، وتعزيز قيم الاحترام والتنوّع والانتماء المشترك. وقد شهد الافتتاح حضور عددٍ من الوزراء، وسفراء الدول العربية، وممثلي المؤسسات الثقافية والأكاديمية الإقليمية والدولية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالأمانة العامة أن "الثقافة ليست ترفاً، بل هي جوهر الوجود وهوية الأمة"، مشيرًا إلى أن الملتقى يُشكّل منصةً حيوية لتبادل الخبرات، واستعراض المبادرات المبتكرة، وصياغة رؤى استراتيجية مشتركة تُسهم في تطوير العمل الثقافي العربي، وتوسيع نطاق الشراكات الأكاديمية، وبناء شبكة تعاون مستدامة تواكب تحديات العصر ومتطلبات المستقبل.
كما أشار إلى أن الملحقين الثقافيين يمثلون "سفراء الفكر والفن والعلم"، وهم حلقة الوصل الحيّة بين الشعوب العربية، داعيًا إلى تعزيز دورهم كصانعي صورة حضارية مشرقة للأمة في المحافل الدولية.
وعلى هامش الملتقى، افتُتِح معرض خاص بالتراث الثقافي العربي، بالتعاون مع المجلس العربي للثقافة والتراث، يعرض نماذج مختارة من الموروث المادي وغير المادي، في تجسيدٍ حيّ لعراقة الحضارة العربية وغنى تنوعها الثقافي.
ويُنتظر أن يُوصي الملتقى، الذي يستمر على مدار يوم واحد، بعددٍ من التوصيات العملية لتفعيل آليات التنسيق الثقافي بين الدول العربية، ودعم البرامج المشتركة، وتأهيل الكوادر الثقافية، بما يُسهم في بناء فضاء ثقافي عربي متكامل، قادر على التأثير والمشاركة الفاعلة في الحوارات الحضارية العالمية.