تعد المراقبة الدولية للانتخابات آلية من الآليات المهمة لضمان نزاهة الانتخابات وتعزيز مصداقيتها، كما أنها تساعد في تعزيز ثقة الناخبين في العملية الانتخابية ونتائجها، وتعكس اهتمام الحكومات بتحقيق انتخابات ديمقراطية، وتتميز بقدرتها على تعزيز النزاهة الانتخابية عبر التصدي لكل المخالفات واشكال الغش والكشف عنها، واصدار التوصيات لتقييم وتحسين العملية الانتخابية.
تشارك جامعة الدول العربية في مراقبة الانتخابات بناءً على دعوة يتلقاها السيد الأمين العام من الجهة المعنية في الدولة التي ترغب في ذلك، وتشارك الجامعة في مراقبة الانتخابات في إطار دعم وتعزيز مسيرة الديمقراطية والإصلاح في الدول العربية، وفي ضوء ما جاء في
وثيقة مسيرة التطوير والتحديث والإصلاح.pdf التي اعتمدتها قمة تونس عام 2004، والتي نصت في بندها (2) على "تعميق أسس الديمقراطية والشورى وتوسيع المشاركة في المجال السياسي والشأن العام وفي صنع القرار في إطار سيادة القانون وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين في جميع الدول العربية".
كونت الأمانة العامة على مدار سنوات منذ بداية تسعينات القرن الماضي فريقاً من الخبراء المتخصصين في مجال مراقبة الانتخابات، يعتمد في عمله المعايير الدولية المتبعة، وعادةً ما تقوم جامعة الدول العربية بمراقبة الانتخابات في الدول الأعضاء وغير الأعضاء بناءً على دعوة تتلقاها الأمانة العامة لهذا الغرض، وتقوم بعثات الجامعة لمراقبة الانتخابات في نهاية كل مهمة بإصدار بيان تمهيدي بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات، كما تصدر تقريرها النهائي الذي يتضمن كافة الملاحظات التفصيلية الخاصة بمختلف مراحل العملية الانتخابية، كما يتضمن التقرير التوصيات المتعلقة بتحسين الأداء في الانتخابات المقبلة، ويقوم السيد الأمين العام بدوره بإرسال هذا التقرير إلى الجهات المعنية في الدول التي تتم مراقبة الانتخابات فيها.
أصبحت جامعة الدول العربية تتلقى طلبات من بعض الدول غير الأعضاء أيضا لمراقبة الانتخابات التي تجرى فيها وذلك في ضوء السمعة الطيبة التي اكتسبتها في مجال مراقبة الانتخابات، وتستجيب الجامعة لهذه الطلبات وفق ظروف عمل فريقها وارتباطاته وكذلك التزامات الجامعة، وبطبيعة الحال الأولوية هي لمراقبة الانتخابات في الدول الأعضاء.
أرسلت الجامعة العربية خلال العقدين الماضيين ما يزيد على
57 بعثة مراقبة في الدول الأعضاء.pdf وعلى
10 بعثات مراقبة في الدول غير الأعضاء.pdf، راقبت انتخابات رئاسية وبرلمانية واستفتاءات جرت في العديد من الدول العربية، وفي عدد من الدول الأجنبية، شارك فيها ما يقرب من 1600 مراقباً جميعهم من موظفي الأمانة العامة.
تقوم الأمانة العامة عادةً بتوقيع مذكرة تفاهم في الدولة التي تراقب فيها الانتخابات، تتضمن حقوق وواجبات مراقبيها، كما تتضمن التأكيد على التزام مراقبي الجامعة العربية بالدستور والقوانين وعدم التدخل في الشئون الداخلية أثناء مهمتهم.
في ضوء تزايد الدعوات من الدول الأعضاء وغير الأعضاء للأمانة العامة في الفترة الأخيرة لطلب مراقبة الانتخابات، وبالنظر إلى حجم العمل الضخم الذي تتطلبه مهمات مراقبة الانتخابات من الناحية اللوجستية والفنية والتكاليف المترتبة عليها، وفي إطار تطوير منظومة العمل العربي المشترك، قرر السيد الأمين العام في شهر مايو/أيار 2013 إنشاء "أمانة شؤون الانتخابات"، لتكون مهمتها الإشراف على مهام مراقبة الانتخابات، والقيام بكافة الإعمال الفنية والتنظيمية المتصلة بها بالتنسيق مع القطاعات والجهات المعنية في الأمانة العامة في مختلف النواحي المتصلة بالموضوع، كما تعمل هذه الأمانة على تمكين جامعة الدول العربية من تقديم المساعدات الانتخابية للدول الأعضاء التي تطلب وتحتاج ذلك خلال المرحلة المقبلة.
للاطلاع على الصفحة الخاصة بـ أمانة شؤون الانتخابات